لأن قواربى ....انكسرت...

قبل ان تشيح بوجهك عنى ....إسألنى لِمَ غبتُ...

قبل أن تبادرنى بالقطيعة...حَدٌق فى عيني قليلاً...

قبل أن تترك يدى ممدودة فى الفراغ...قابلها بيدك...

لم اخذلك أبداً...

لم أغب لأننى أردتُ الإبتعاد عنك...
غيبتى مسافة الوصول إليك...

لا تشح بوجهك عنى ....سلنى لمَ تأخرت...
فاقول لك :
حجٌر خطوتى الشك ....فبادرنى بماء اليقين...

متعبةُ انا ...محطمةٌ ...مثل مصباح مشع فاجأهٌ المطرٌ فأردَاه ...

بائسةٌ أنا ...مثل عصفورٍ سلبوا منه عٌشَه...فبات ليلته خارج الشجرة...

محترقةُ انا مثل ورقةٍ ناصعةَ البياضِ دونوا عليها كلاما ليس ما ترغبُ فيه...

أغلقوا على نوافذها فسحة الحرية...

اعتقلوا الفراشات التى حَوّمت فى حديقتها....لآنهم شعروا بأن الفراش كائن غير مرغوبٍ فيه....

أغلقوا عينيها كى لا ترى أن الصبحَ وسيمٌ كطفل ...
وأنه حين يدخلٌ حجرةَ الأحلامِ ....يجعلها حقلاً يموجٌ فى أرجائه الياسمين....



لهذا لا تسألنى إن تأخرت ....

لا تٌعرض بوجهك عنىّ....قبل أن تٌدركَ أننى كى ألقاك تخطيتٌ حواجزَ الآخرين....بجوازِ مرورٍ لا يقبلهٌ احد....

...هو الحب ...

لا تَدعنى أشعرٌ بغربتين ....غربتى عنك ....وغربتى معك.....

فانا لا أطلب من كل هذا العمر سوى أن أراك ....لأمسح أمام حضورك قلقى وعذاباتى الكثيرة.....

لا تُشح بوجهك عنىِّ...

لا تجعلنى
أشعرٌ بأنك مِثلَهم ....لا يقرأون من الصفحاتِ سوى عناوينها ....وحين
يُسألون عن فَحوى الحياه .....يقولون أنها لا شىء....


متعبةٌ أنا .....فاجعل ذراعيكَ وسادةً لِحيرَتى....اجعل عينيكَ مرفأً......آمناً.....
لأن:

قواربى كٌلَّها انكسرت .....وأنا فى الطريقِ إليك........