خسارة بطعم الفوز.. وأداء "زي اللوز"

من حق جماهير كرة القدم الافريقية والعربية أن تفرح بمنتخبنا الوطني ممثلهم في بطولة القارات ومن حق الجماهير المصرية أن ترفع رأسها وتحتفل وتصرخ بأعلي صوتها نمتلك منتخبا لا أروع ولا أفضل ولا أجمل من هذا المنتخب بما فيه من نجوم يؤكدون أن معدنهم الحقيقي من ذهب فرغم الهزيمة أمام البرازيل إلا أنهاجاءت بطعم الفوز مع أداء زي اللوز.
لقد شرف منتخبنا الكرة المصرية وأعاد البسمة والفرحة والثقة لجماهيرنا رغم الهزيمة غير المستحقة بأربعة أهداف مقابل ثلاثة أمام منتخب البرازيل أقوي منتخبات العالم.
لقد تألق الحضري وجمعة وسعيد وأوكا وصال وجال أحمد حسن وأحمد فتحي وسيد معوض وشوقي وعبدربه وأبدع أبو تريكة وزيدان وكذلك أحمد عيد والمحمدي قال لاعبونا كلمتهم وسيطروا علي المباراة في الشوط الثاني ولم ترهبهم خطورة كاكا ولا دي سيلفا وتصدوا لمهارة روبينيو فتلاشي المنتخب البرازيلي تماما في معظم أحداث هذا الشوط.
نجح حسن شحاتة المدير الفني لمنتخبنا في التعامل مع المباراة بشكل جيد أعاد إلي أذهاننا بطولة أمم غانا 2008 مع اختلاف الفارق في حجم البطولة والمنتخبات.
جاءت تغييرات حسن شحاته مناسبة تماما وفي موعدها.
اعتمد المدير الفني للمنتخب علي ايجاد الكثافة العددية في منطقة وسط الملعب لمواجهة الامكانيات الرهيبة للاعبي البرازيل ونجح بفضل الروح والعزيمة والاصرار التي تحلي بها جميع اللاعبين في ايقاف خطورتهم لم يصدق دونجا المدير الفني البرازيلي نفسه خاصة في الشوط الثاني بعد أن كان متقدما بثلاثة أهداف مقابل هدف في الشوط الأول والضغط الرهيب الذي هدد مرمي فريقه وحتي انه كان يتمني انتهاء اللقاء بالتعادل.
الشيء الوحيد الذي يعاب علي منتخبنا الوطني هو حالة الاضطراب التي بدأ بها اللقاء وتسببت في عدم التركيز في التسليم والتسلم للكرة والتمريرات المقطوعة بالاضافة إلي الاهتزاز الدفاعي الملحوظ وتلك هي نقطة الدفاع الحقيقية التي يعاني منها منتخبنا وعلي الجهاز الفني أن يعيد تقييم هذا الخط خاصة أن الهدف الأول الذي سجله كاكا في الدقيقة الخامسة من خطأ دفاعي محض حيث تجاوزت الكرة هاني سعيد ولعب وائل جمعة في الهواء ليصبح كاكا منفردا بالحضري ويسكنها الشباك يحاول منتخبنا بعدها التماسك ويسعي للتعويض خاصة أنه لن يخسر شيئا أكثر من الخسارة نفسها وبدأت الانطلاقات عن طريق الأجناب ولم تمر سوي 4 دقائق حتي يدرك محمد زيدان المتألق هدف التعادل عن طريق تمريرة الرائع محمد أبو تريكة الذي استعاد حيويته وسحره ومن خلفه أحمد فتحي الذي أجاد.
يبقي المنتخب البرازيلي مسيطرا بفضل تمريرات نجومه فابيانو ولوسيو وكاكا ودي سيلفا ووسط هذه التمريرات يحصل ايلانو علي ضربة حرة مباشرة يسجل منها فابيانو الذي يسجل الهدف الثاني في الدقيقة الحادية عشرة.
ينشط لاعبو البرازيل ويلعب روبينيو تمريرة إلي كاكا الذي يسددها في يد عصام الحضري ويسدد كذلك ايلانو ويشتت الحضري.
ويرد عليه زيدان بتمريرة مميزة مع أبو تريكة الذي يسدد لتمر فوق العارضة وتسديدة أخري من حسني عبدربه.
وتأتي الدقيقة 32 ليضيع محمد أبو تريكة هدف التعادل بعد محاولاته بمراوغة الدفاع لتضيع الكرة يقود كاكا هجمة قوية ويمررها لايلانو ويحصل ميلو علي فاول في الدقيقة 35 يحولها الحضري لضربة ركنية يسجل منها جوان سانتوس الهدف الثالث وسط غياب مدافعي منتخبنا الوطني. لا يتغير الوضع حتي نهاية هذا الشوط.
تغير الوضع تماما في الشوط الثاني بعد أن قام حسن شحاتة بشحن لاعبيه جيدا فنزل نجومنا وكأنهم أسود في المباراة فسيطروا عليها تماما ويجري حسن شحاتة تغييرا بنزول أحمد عيد عبدالملك بدلا من أحمد حسن وتسفر الدقيقة 53 عن الهدف الثاني من قذيفة محمد شوقي بعد التمريرة المميزة التي تلقاها من أبو تريكة ومعوض.
لم تمض سوي دقيقة واحدة حتي يحرز محمد زيدان الهدف الثالث ويعلن لاعبينا عن أنفسهم دون الاهتمام بالأسماء الكبيرة ويغيب نجوم السامبا عن ابداعاتهم وتبدأ صفوفهم في الاضطراب.
يلعب وائل جمعة كرة طويلة إلي سيد معوض المتألق يلعبها إلي أبو تريكة الذي انطلق يمر بين صفوف الفريق البرازيلي كما يحلو له ويسدد زيدان تمر بجوار القائم.
يستبسل دفاعنا هاني سعيد وأحمد سعيد أوكا في الذود عن مرمانا وينقذ هاني هدفا مؤكدا من أمام سانتوس ليخرج الحضري ويمسك الكرة وتنتهي الهجمة.
يسدد أحمد عيد عبدالملك في يد الحارس البرازيلي ومع مرور الوقت تزداد ثقة لاعبينا ويزداد اصرارهم علي الفوز يحصل سيد معوض علي انذار لاعتراضه دانيل ألفيس وينزل المحمدي بدلا من حسني عبدربه ويلعب أحمد فتحي في الوسط وتزداد الجبهة اليمني نشاطا عن طريق عرضيات المحمدي.
ووسط هذا الضغط الهائل للاعبينا ينقذ أحمد المحمدي هدفا أكيدا للبرازيل من كرة ركنية ولكن بيده إلا أن الحكم احتسبها ضربة ركنية وكذلك الحكم المساعد ولكن الحكم الرابع يخبر الحكم انها ضربة جزاء ويتم طرد المحمدي ويسجل كاكا الهدف الرابع وسط ذهول لاعبينا.
يحاول منتخبنا التعويض ويسدد أحمد عيد عبدالملك ولكن في يد الحارس البرازيلي.
تنتهي المباراة ويفرح لاعبونا رغم الهزيمة إلا أنها هزيمة بطعم الفوز.