صلاة الوتر
الوتر: اسم للركعة المنفصلة عما قبلها، ولثلاث ركعات وللخمس والسبع والتسع
والإحدى عشر (إذا كانت الركعات متصلة بسلام واحد)، فإذا كانت هذه الركعات
بسلامين فأكثر فالوتر اسم للركعة المنفصلة وحدها .
فضل صلاة الوتر :
الوتر سنة مؤكدة حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ورغب فيه . فعن علي رضي
الله عنه أنه قال: إن الوتر ليس بحتم كصلاتكم المكتوبة ولكن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أوتر ثم قال:"يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب
الوتر" رواه أحمد وأصحاب السنن وحسنه الترمذي.
حكم صلاة الوتر:
اتفق المسلمون على مشروعية صلاة الوتر فلا ينبغي تركه، ومن أصر على تركه،
فإنه تُرد شهادته: قال الإمام أحمد رحمه الله : من ترك الوتر عمداً فهو رجل
سوء لا ينبغي أن تقبل شهادته.
وقته:
يبدأ من بعد صلاة العشاء الآخرة إلى طلوع الفجر، ففي الصحيحين عن عائشة رضي
الله عنها قالت : " من كل الليل أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، من
أوله وأوسطه وآخره، وانتهى وتره إلى السحر". وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على
أن جميع الليل وقت للوتر إلا ما قبل صلاة العشاء، فمن كان يثق من قيامه في
آخر الليل فتأخير الوتر إلى آخر الليل أفضل، ومن كان لا يثق من قيامه في
آخر الليل فإنه يوتر قبل أن ينام. فقد روى مسلم من حديث جابر عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: " أيكم خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر ثم ليرقد،
ومن وثق بقيامه من آخر الليل فليوتر من آخره، فإن قراءة آخر الليل مشهودة
وذلك أفضل" .
عدد ركعاته:
أقل الوتر ركعة واحدة لورود الأحاديث بذلك وثبوته عن عشرة من الصحابة رضي
الله عنهم لكن الأفضل والأحسن أن تكون مسبوقة بالشفع. وأكثر الوتر إحدى
عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة يصليها ركعتين ركعتين ثم يصلي ركعة واحدة
يوتر بها، لقول عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة، يوتر منها بواحدة" رواه مسلم. وله أن يوتر
بتسع ركعات يسرد ثمانياً ثم يجلس عقب الركعة الثامنة ويتشهد التشهد الأول
ولا يسلم ثم يقوم فيأتي بالركعة التاسعة ويتشهد التشهد الأخير ويسلم . وله
أن يوتر بسبع ركعات أو بخمس لا يجلس إلا في آخرها، لقول أم سلمة رضي الله
عنها: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع وبخمس لا يفصل بينهن
بسلام ولا كلام" . وله أن يوتر بثلاث ركعات يصلي ركعتين ويسلم ثم يصلي
الركعة الثالثة وحدها ويستحب أن يقرأ في الأولى سورة الأعلى وفي الثانية
بسورة الكافرون وفي الثالثة بسورة الإخلاص . ويستحب القنوت بعد الركوع من
الوتر بالدعاء مع رفع اليدين " اللهم اهدني فيمن هديت ...." .