مصـــر التى فى خاطرى

نحبها من روحنا ونفتديها بالعزيز الأكرم
من قوتنا ورزقنا

لا تبخلوا بمائها على ظمي واطعموا من خيرها كلّّ فم
أحبها للموقف الجليل من شعبها وجيشها النبيل
دعا إلى حق الحياة لكل من في أرضها
وثار في وجه الطغاة مناديا بحقها
وقال في تاريخه المجيد يا دولة الظلم انمحي وبيدي
بني الحمى والوطن من منكم يحبها مثلي أنا

نحبها من روحنا ونفتديها بالعزيز الأكرم
من صبرنا وعزمنا

صونوا حماها وانصروا من يحتمي
ودافعوا عنها تعش وتسلم
يا مصر يا مهد الرخاء يا منزل الروح الأمين
أنا على عهد الوفاء في نصرة الحق المبين

اسلمي
يامصر بأبنائك ..بشبابك .. بعلمائك .. بشيوخك .. بنسائك .. لقد ضرب
المصريون أروع الأمثلة في الرجولة والشهامة عندما تصدوا لخفافيش الظلام
الذين تسللوا إلي كل الأحياء لترويع الآمنين من الناس ونهب أملاكهم مستغلين
الظروف الاستثنائية التي تمر بها مصر .. كم كان الشباب المصري رائعا وهو
يتصدي بكل قوة لهؤلاء الخفافيش .. ففي ليلة أمس الأول وفي فترة حظر التجول
في الواحدة صباحا سمعت استغاثة سيدة من المنزل المجاور لمنزلي .. هرعنا
جميعا إلي الشرفات لاستطلاع الأمر لنكتشف أن أحد الذين استغلوا الموقف جاء
لترويع السكان والسرقة وفي أقل من خمس ثوان رأيت مايقرب من خمسين شابا من
أبناء الشارع والشوارع المجاورة يحملون العصي ويطاردون هذا اللص ويتتبعونه
من فوق أسطح المنازل وتمكنوا من القبض عليه ومعه خمسة من اللصوص تسللوا
هربوا الي سور إحدي الهيئات المجاورة وسلموهم لجنود قواتنا المسلحة.
هذا
المثل تكرر في كل مكان من الأحياء المختلفة وكلما اتصلت للاطمئنان علي
أقاربي في القاهرة أو السويس لم أجد سوي النساء ترد علي الهاتف وكلما سألت
عن الأزواج والأبناء يقولون لي إنهم يرابضون أمام مساكنهم يحملون العصي
مستعدين للدفاع عن بيوتهم وأموالهم .
لا استطيع أن اصف اللحظات الصعبة
التي مرت علي ّ أنا شخصيا وأنا أري ابنتي وهي تمسك بالمصحف الشريف وتبكي
بحرقة وجسمها يرتعد خوفا .. وعندما سألتها لماذا هذا البكاء قالت لي إنها
خائفة وأعصابها منهارة. قلت لها ولماذا الخوف وأنا بجانبك .. هل يستطيع أحد
أن يقتحم علينا البيت ؟ هذا صعب جدا لاتخافي ولا تحزني .. وما ان رأت
ابنتي منظر الشباب وهم يطاردون اللص في الشارع بشهامة المصريين المعروفة
حتي عادت الطمأنينة والبسمة إلي وجهها.
إذا كان شبابنا قد تقدم بمطالب
مشروعة وعبرعن نفسه تماما ووصلت رسالته .. وكان يجب أن يقتنعوا أن الرسالة
قد وصلت للمسئولين وأن يتوقفوا عن هذا السلوك.
الآن ماذا يمكن أن يقول
هؤلاء .. هلي يرضي ربنا ماحدث من سلب ونهب للمتاجر والبنوك والشركات..؟ من
يتحمل تكاليف المنشآت التي دمرت وأحرقت ونهبت ؟ لابد أن يعرف الجميع أن هذه
المنشآت سيعاد بناؤها علي حساب الشعب المصري وستتحمل الخزانة العامة هذه
التكاليف التي هي مالي ومالك ومال كل فرد من شعبنا العظيم . وإذا كنا نشكو
من ارتفاع تكاليف الحياة فإن ماحدث سيؤثر علي حياتنا أيضا .
مصر ستبقي
شامخة بأبنائها .. بشبابها ونسائها .. مصر لن تسقط أبدا وستظل إن شاء الله
البلد الآمن التي قال عنها المولي سبحانه وتعالي في كتابه الكريم "ادخلوا
مصر إن شاء الله آمنين".
مصر لن تركع أبدا مهما فعل أصحاب النظرة الضيقة
الذين أعمتهم مصالحهم الشخصية فسعوا إلي خرابها حتي يحققوا هذه المصالح ..
أتمني أن يراعي كل منا ضميره وربه في هذا الوطن الذي يحمينا جميعا وأن
نخاف عليه ونعمل علي رفع مكانته بين الأمم.
اسلمي يامصر .. اسلمي يامصر