--------------------------------------------------------------------------------
إخوتي..
قد تمر بنا لحظات قاسية مؤلمة تفقد الشخص متعة الحياة و تشعره بأن ساعات عمره أوشكت على الانتهاء..
بل و في معظم الأحيان يود لو أن عمره يتوقف و تنتهي رحلته في هذه الدنيا ..
أحبتي..
لا تجعلوا هذه الأمور تعكر صفو حياتكم .. و اعلموا أن هذا من عمل الشيطان ليبث اليأس و الإحباط في نفوسكم ..
إخوتي..
لنقف سوياً على هذه القصة ونستخلص منها أجمل الحكم لننير طريقنا بها و نتخلص من قيود الهموم..
يحكى أنه ثارت عاصفة على سفينة و خاف كل الركاب .. فذهبت إحدى الراكبات لزوجها و لكنها فوجئت بالزوج جالس و هادئ .. فغضبت و اتهمته بالبرود .. فنظر إليها الزوج بوجه عابس و أخذ السكين و وضعها على صدرها.. و قال لها بشدة : أما تخافين من السكين ؟ .. قالت : لا .. قال : لماذا؟ .. فقالت : لأنها ممسوكة في يد من أثق به و أحبه .. فابتسم و قال لها : كذلك هذه الأمواج ممسوكة بيد من أثق به و أحبه .. هو الله .. فلماذا الخوف؟؟؟
أحبتي..
إليكم هذه الهمسات راجية من الله أن تكون سبب في تفريج هم من قراءها:
* ارسم التفاؤل دوماً في طريقك .. و أوح إلى عقلك بأن في مستقبلك أمر جميل سوف يحققه لك ربك عاجلاً أو آجلاً و ستفرح به يوماً ما ..
* لا تشعر بأنك الوحيد المهموم في هذه الحياة .. و لا تعتقد أن من حولك لا يشعرون بك و لا يفهمون مدى ألمك .. فان في هذا العالم من يحبك و يدعو بزوال همك قد لا تعرفه الآن و قد لا تعرفه مدى حياتك .. و لكن تذكر بأنه من إخوتك و يتمنى لك السعادة..
* لا تعتقد بأنك واقع في أكبر المصائب و لا أحد مثلك .. فلا يوجد مصيبة كبيرة .. و لا شيء أكبر من ربك سبحانه..
* اعلم أن هذه الابتلاءات ما هي ليختبرك بها ربك .. و ما هي إلا أن تكون بإذن الله مؤشر حب الله لك .. ليخفف عنك ذنوبك ..
*لا تجعل المصيبة طريقاً لك لعصيان ربك و لا تتخذها عذراً .. حتى لا تلوث صفحاتك .. و لا تكون مؤلمة لك تتذكرها و تندم عليها بعد توبتك ..
* تقرب دائماً من ربك .. و اجعل تعاملك معه و ليس مع احد من خلقه .. ليعرفك وقت شدتك..
* استشعر أن لدينا رب كبير عظيم .. له أعظم الصفات .. يحن عليك اشد من حنان أمك عليك .. فهو رحمن ,, رحيم ,, ودود ,, عطوف,, كريم على خلقه..
* استشعر نعمة الله عليك أن اختارك ممن ينشأ موحداً له .. مبصراً للحقيقة .. و ليس كمن يتخبط في هذه الدنيا .. مضيعاً لها و لآخرته..
* تذكر انك مسلم و أن كل الابتلاءات ستؤجر عليها .. فان لم تهنأ في هذه الدنيا ستجد الهناء في الآخرة بإذن الله .. لان ربنا لا يظلم عباده ..
اسأل الله أن يفرج هم كل مهموم من المسلمين ..
و أن يبدل مكان همه سعادة و انشراح لا تزول أبدا..