1- بيع النفس للواحد الأحد، فتغضب لله، وترضى لله، وتقدم لله، وتعطي
لله، وتحب لله، وتبغض في الله، وقد ذكرت فيما مضى نماذج لمن باعوا نفوسهم
لله.
2- ومن علامات حب الله عزّ وجل: الإقبال على الطاعة، وترك المنهيات.
فمن
سمع الأذان، فلم يأت إلى المسجد بلا عذر فما أحب الله، ومن هجر القرآن،
ولم يقرأ فيه، وقدم قراءة المجلة الخليعة، والجريدة التافهة عليه؛ فما أحب
الله ومن جلس مع جلساء السوء ورافقهم وهجر الصالحين والأخيار فما أحب الله،
ومن تخلف عن النوافل، وعنده بسطة في الجسم وسعة في الوقت، فما أحب الله.
فمن ادّعى حب الله ثم لم يأت بالطاعات، ويتقدم بالنوافل، فليس بمحب.
في
كتاب (مدارج السالكين ) يذكر ابن القيم عشرة أسباب للمحبة.. ذكر منها:
تلاوة القرآن بتدبر، فإذا رأيت الرجل يحب المصحف، ويتلذذ بالقراءة في
المصحف، فاعرف أنه من أحباب الله.
3- كثرة الذكر.
إذا مرضنا تداوينا بذكركم ونترك الذكر أحياناً فننتكس
((أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))، ((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)).
وفي
الحديث عن عبد الله بن بسر : (أن رجلاً أتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فأخبرني بشيء أتشبث به.
قال: لا يزال لسانك رطباً بذكر الله) (1) .
فإنسان
لا يذكر الله كثيراً، فهو شبيه بأهل النفاق الذين قال الله فيهم:
((وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ
وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)).
4- ومن علامات حب الله عزَّ وجل: تعظيم الشعائر.
يروى أن إبراهيم بن أدهم نزل إلى السوق، فوجد صحيفة ملقاة على الأرض مكتوب فيها: (الله).
فقال: يا رب سبحانك أن يداس اسمك والله لأطيبن اسمك.
فأخذ الصحيفة، وطيبها وعلقها.
فسمع قائلاً يقول في المنام: يا من طيبت اسم الله ليطيبنّ اسمك.
فرفع الله اسمه، فهو من العبّاد الكبار.
سألوا سعيد بن المسيب ، وهو مريض أن يذكر لهم شيئاً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: [أجلسوني.
قالوا: أنت مريض.
قال: أيذكر صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع؟
وكان الإمام مالك يحدّث في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فلدغته عقرب، فأخذ يتغير وجهه، فلما انتهى، قيل له: ما لك؟
قال: لدغتني عقرب!
قالوا: ولمَ لم تقطع الحديث؟
قال: أأقطع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم من أجل عقرب؟