-تأخر النطق عند الأطفال..المعالجة ليست في إجبارهم
تأخر
النطق عند بعض الأطفال مشكلة تؤرق الأهل وتوترهم. متى يفترض أن يتكلم طفلي،
ولماذا يتكلم غيره من الأطفال قبله، وهل يعاني طفلي من مشكلة ما، وما هي
أسباب تأخر النطق؟؟؟ أسئلة كثيرة تخطر ببال الوالدين... تعالوا معنا في هذه
الجولة لنتعرف على هذا الموضوع بشكل أوسع، ونجد ما نبحث عنه.
الكلام أو
النطق هو أحد مظاهر ومؤشرات التطور الطبيعي عند الأطفال. ويختلف التطور
النطقي من طفل إلى آخر وحتى ضمن نفس العائلة. ومن المهم جداً فحص الطفل منذ
ولادته، للتأكد من أنه لا يعاني من الصمم (الطرش) أو من تخلف عقلي أو أية
أمراض أخرى تؤدي للتأخر في النطق واللفظ، ويجب معرفة أن الطفل الذي يفهم
الأوامر البسيطة ويستجيب لها وبلغة بسيطة مثل: اجلس، احضر الكرة، وغيرها،
فإنه عادة ما يكون قادراً على السمع وفهم ما يقال له. ولكن بعض الأطفال
بعمر 2 أو 3سنوات، يلاحظ أنهم يحصلون على ما يريدون عن طريق الإشارة أن
التعبير بتقاطيع الوجه من دون التعبير باللفظ والكلمات، وهذه أسهل لهم من
الكلام ولذلك يتأخر بعضهم في النطق.
إن مرحلة بدء الأطفال في
تقليد اللغة تبدأ في الشهر الثامن عشر إلى ثلاث سنوات؛ فنجد الأطفال حينها
يحاكون ألفاظاً أكثر تعقيداً لتكوين عبارات من كلمتين، وهذه محاولات ممتازة
تعكس مقدرة الأطفال على إيصال أفكارهم، فالأطفال مقلدون جيدون، وهذه
المهارة تزداد بتعلم الكلام، فعادة ما يحاول الأطفال خلال هذا العمر
الثرثرة مع أنفسهم أو مع ألعابهم؛ لذا يجب عدم مقاطعة هذه الثرثرة، لما لها
من تأثير في تطور مقدرتهم على الكلام خلال هذا العمر الذي يميزهم بحدة
الانتباه، وعلى الرغم من أن معظم الأطفال في العام الثاني من العمر لديهم
المقدرة على نطق الكلمات أو الجمل البسيطة، إلا أن البعض منهم قد يتأخر عن
النطق.
أسباب تأخر النطق
o طبيعة العائلة؛ فقد يكون تأخر كلام الطفل حتى بلوغه العامين أو أكثر أمراً طبيعياً بالنسبة لأشقائه الآخرين.
o
نقص في خلايا الدماغ؛ نتيجة للعوامل الوراثية أو عوامل مرضية مثل التهاب
السحايا والتهاب المخ، فيقل بذلك مستوى ذكاء الطفل عن الحدود الاعتيادية
وبذلك يتأخر الكلام. وقد تُصاب الأم أثناء فترة الحمل بالحصبة الألمانية
خلال الأشهر الثلاثة الأولى التي تؤدي إلى نقص الأوكسجين لدى الجنين وتتلف
خلايا مخه، وقد يعود سبب نقص خلايا الدماغ عند الطفل إلى سوء تغذية الأم
الحامل.
o الصمم؛ لكي يتعلم الطفل الكلام لا بد أن يكون سمعه طبيعياً،
وإذا كانت درجة الصمم عند الطفل شديدة لم يستطع النطق بتاتاً حتى لو كان
ذكاؤه طبيعياً أو أعلى من الحد الطبيعي.
o عدم قدرة الطفل على تحريك لسانه؛ بسبب وجود رباط عضلي يربط لسان الطفل بقاعدة الفك السفلي من الفم مما يمنع حركة اللسان بحرية.
o تضخم اللوزتين والزوائد الأنفية والتهابها؛ لأن المستوى السمعي للأطفال يتضاءل في مثل هذه الحالات.
لكن هل يدل النطق المتأخر على بطء في التطور العقلي؟ ....ذلك أول ما يخطر ببال الوالدين و يؤلمهما!
و
الحقيقة أن بعض الأطفال المتخلفين عقلياً يتأخرون في تعلّم النطق والكلام،
غير أن الكثيرين منهم أيضاً ينطقون بالألفاظ في وقتها المعتاد .. و مع ذلك
فالصحيح أيضاً أن الأكثرية الساحقة من الأطفال الذين يتأخرون في النطق حتى
العام الثالث من العمر يتمتعون بذكاء طبيعي بل إن بعضهم أذكياء جداً
ولامعون.
فإذا تأخر طفلك في الكلام فعليك أن تتجنبي التوتر بسبب ذلك،
وأن لا تسارعي إلى الاستنتاج بأن طفلك بليد الذهن. وأبدى له من ضروب العطف
والمودة أكبر قدر ممكن، مع تفادي المبالغة في توجيهه والسيطرة عليه.
وامنحيه الفرصة للاختلاط بأطفال آخرين لكي يشق طريقه من بينهم، وتحدثي إليه
بلغة سهلة مبسطة وبمودة، وشجعيه على الاستفسار عن الأمور من خلال تسميتها،
ولكن إياك أن تلحي عليه غاضبة بأن يتعلم ألفاظاً جديدة