هدوء حذر يسبق العاصفة.. مشهد بدأ يخيم ويطل برأسه على أحداث الشغب بين
المسلمين والأقباط بإمبابة فى شارع الأقصر بجوار كنيسة مارى مينا، بعد تجمع
المئات من المسلمين أمام الكنيسة، وتحولت الحرب إلى حرب كلامية وهتافات
بين الجانبين، وسط ترديد هتافات من شباب المسلمين "بالروح بالدم نفديك يا
إسلام" ، فيما يهتف الأقباط "بالروح بالدم نفديك يا صليب".. ويقابله إطلاق
أعيرة نارية بشكل عشوائى على أوقات متفرقة من فوق أسطح المنازل.
تصاعدت الاشتباكات فجأة وأصبح الذعر سيد الموقف بعد التجمهر الغفير، وأصوات
الاستغاثات التى ملأت أرجاء المكان بأكمله، وقام المتجمهرون بإحراق سيارة
شرطة "بوكس" وسيارة أخرى ملاكى، وقاموا كذلك بتحطيم مقهى ملك شخص قبطى ادعى
البعض أن أول دفعة من الرصاص والأعيرة النارية خرجت من داخل مقهاه فى
بداية الأحداث.
الحصيلة المبدئية تشير إلى سقوط قتيل واحد، وأكثر من 23 مصابا بإصابات
خطيرة، والأعداد فى تزايد مستمر جراء إطلاق النيران ، وزجاجات المولوتوف.
الأهالى اضطروا إلى نقل المصابين داخل سيارتهم الخاصة، وكذلك الدراجات
البخارية التى انتشرت فى المكان لمحاولة إسعاف المصابين بنقلهم إلى أقرب
المستشفيات، بمناطق إمبابة والعجوزة، وبولاق الدكرور ومستشفى قصر العينى.
فيما كثفت قوات الأمن والقوات المسلحة من تواجدها بمحيط الكنيسة محل
الواقعة، حيث وصلت مؤخرا 3 مدرعات عسكرية ، وأكثر من 10 سيارات أمن مركزى
مصفحة ، فى محاولة للسيطرة على أحداث الشغب التى تتصاعد بشكل كبير بين
الطرفين ، وقامت الشرطة العسكرية بفرض طوق أمنى وفاصل بين الجانبين لتهدئة
الأمور، فيما تتوالى سيارات الإسعاف على التوافد إلى المنطقة لنقل الجرحى
والمصابين.
سبب الأزمة لم يتم التأكد منه حتى الآن، وما يتردد بالمنطقة أن فتاة تدعى
"عبير ط. خ." من كفر شحاتة بمركز ساحل سليم جنوب شرق أسيوط أشهرت إسلامها
قبل 7 أشهر، عن طريق أحد الأفراد فى مشيخة الأزهر، وغيرت اسمها إلى "أسماء
محمد"، وكانت برعاية شخص يدعى "ى. ث."، الذى ساعدها على إشهار إسلامها.
وأكدت المصادر، أن الفتاة كانت تستعد للزواج، ولكن تم اختطافها فى مارس
الماضي، وتبين أنها ذهبت إلى منطقة إمبابة عن طريق أحد الخدام فى الكنيسة
الذين يتهمهم شخصيات من المتظاهرين برعاية الفتاة خلال الشهور الماضية.
فيما تبادل البعض إطلاق النار وإلقاء الحجارة، وصلى المتظاهرون المغرب
والعشاء أمام الكنيسة فى محاولة للتهدئة، كما تسببت الاشتباكات فى اشتعال
النيران بعدد 3 منازل محيطة بكنيسة مارى مينا.
وصلت القيادات الأمنية بمديرية أمن الجيزة يتقدمهم اللواء فاروق لاشين ،
إلى شارع الأقصر ، لمحاولة التدخل وفض الاشتباكات الواقعة بين المسلمين
والمسيحيين ، تم إلقاء قنابل مسيلة للدموع لمحاولة فض الاشتباكات وتفريق
المتظاهرين، إلا أن القنابل المسلية للدموع لم تؤثر فى وقف تدفق زجاجات
المولوتوف والقنابل الحارقة.