قصة حياة أسامة بن لادن
قصة حياة ابن لادن
بعد 31 عاما قضاها مطاردا بكهوف وجبال أفغانستان قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم
القاعدة.. شارك في الحرب السوفيتية الأفغانية منذ عام 1980 وساهم بدور كبير في طرد
القوات السوفيتية من أفغانستان وأنفق مليارات الدولارات علي تسليح المجاهدين
والأفغان والعرب.. أسس تنظيم القاعدة العالمي وحوله من مجرد تنظيم إلي فكر اعتنقه
ملايين الأشخاص في جميع بلدان العالم.. أسس الجبهة الإسلامية لمناهضة اليهود
والصليبيين في أفغانستان عام ..1998 اتهم بالاعتداء علي مركز التجارة العالمي
بنيويورك عام 1993 والاعتداء علي الجنود الأمريكيين بالصومال في نفس العام وتفجير
السفارتين الأمريكيتين بنيروبي ودار السلام ومقتل 235 شخصا بينهم 15 أمريكيا.. كما
اتهم بتفجير السفارة المصرية بباكستان عام 1995 والتآمر علي اغتيال البابا يوحنا
بولس الثالث والتخطيط لاغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون مرتين الأولي أثناء
زيارته للعاصمة الفلبينية عام 1994 ولكنها ألغيت والثانية أثناء زيارته للعاصمة
الباكستانية إسلام أباد في فبراير عام ..1998 اتهم كذلك بتفجير المدمرة الأمريكية
العملاقة "كول" بميناء عدن عام ..2000 أما الحدث الأكبر الذي خطط له بن لادن وأعلن
مسئولية التنظيم عنه هو أحداث الحادي عشر من سبتمبر الشهيرة عندما اقتحمت 4 طائرات
مدنية ضخمة علي متنها مئات الركاب المدنيين تقتحم الأولي البرج الأول بمركز التجارة
العالمي بنيويورك بينما اقتحمت الثانية البرج الثاني ليسقط البرجان وأسفلهما آلاف
من القتلي والمصابين بينما تتوجه الطائرة الثالثة بعد ساعة من تحطيم مركز التجارة
العالمي إلي مبني وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" وتشتعل النيران بجزء كبير منه
ويسقط المئات من القتلي والمصابين.. أما الطائرة الرابعة التي كانت متجهة لضرب
البيت الأبيض فقد سقطت فوق ولاية بنسلفانيا قبل أن تحوله إلي بيت أسود.
بالطبع فقد تحول أسامة بن لادن إلي ظاهرة مهمة في العقود الثلاثة الماضية وأطلقت
عليه وسائل الإعلام الغربية لقب الأسطورة وتحول إلي بطل شعبي لدي الكثير من
المسلمين في العالم العربي والإسلامي ولذا لم يكن أمرا مستبعدا أن تنتشر ظاهرة
ارتداء الشباب في باكستان وأفغانستان "تي شيرتات" تحمل صورته.
أسامة بن لادن كان وراء اشتعال أول حرب في القرن العشرين بعد رفض حركة طالبان
الأفغانية تسليمه إلي الولايات المتحدة الأمريكية.. ترك بن لادن القصور الفخمة
وانتقل للجبال الوعرة.. هجر الجاه والمال وحمل السلاح والمتفجرات.
الإدارة الأمريكية فشلت في القبض عليه علي مدي 20 عاما رغم احتلالها أفغانستان عام
..2001 ورغم أنها رصدت 25 مليون دولار لمن يرشدها إليه.. ورغم قصفها السيارات
والطرق والكهوف والجبال.. ورغم تفتيش السفن قبالة السواحل الباكستانية في المحيط
الهندي وبحر العرب.
من هو أسامة بن لادن؟ ولماذا ترك القصور الفخمة وانتقل إلي الجبال في أفغانستان؟.
ما هو دوره في الحرب الأفغانية السوفيتية؟ ما هي قصة تأسيسه تنظيم القاعدة؟ ولماذا
أسس الجبهة الإسلامية لمحاربة اليهود والصليبيين؟ وما هي الاتهامات التي وجهتها
إليه الولايات المتحدة الأمريكية؟ الأسئلة السابقة وغيرها أجيب عليها في التقرير
التالي..
نشأته:
أسامة بن محمد بن عوض بن لادن.. مواليد 1377 هجرية.. 1956 ميلادية بحي الملز
بالرياض.. والده محمد بن عوض بن لادن.. مواليد حضرموت بجنوب اليمن. والدته عزيزة
عوض غانم.. من أصول سورية.
انتقل محمد بن عوض بن لادن والد أسامة من حضرموت بجنوب اليمن منذ 72 عاما تقريبا
إلي الحجاز بالمملكة العربية السعودية وبالتقريب عام 1930 ميلادية.. وذكر عنه أنه
كان قمة في المثابرة والعصامية والاعتماد علي النفس. ولذلك لم تمض سنوات معدودة حتي
تحول محمد بن لادن من مجرد حمال في مرفأ جدة البسيط إلي أكبر مقاول إنشاءات
بالمملكة العربية السعودية.
ويذكر أنه بالإضافة إلي مثابرة محمد بن عوض بن لادن فقد كان جريئا ومستعدا للمجازفة
حيث تمكن من خلال هذه الجرأة من إقناع الملك سعود بأنه الأجدر والأقدر علي المشاريع
الصعبة وتمكن خلال فترة الملك سعود بناء علاقة جيدة مع كبار العائلة المالكة
السعودية بما فيهم الملك فيصل الذي كان حاكما آنذاك.
ويتردد أن محمد بن عوض بن لادن تمكن من إقناع الملك سعود بالتنحي عن الحكم لصالح
الملك فيصل وذلك بعد الخلاف الشهير بين الملك فيصل والملك سعود.. بل لم يقف دور
محمد بن لادن عند ذلك بل إنه أمن رواتب كل موظفي الدولة تقريبا لمدة تقترب من ستة
أشهر بعد مغادرة الملك سعود حيث كانت الخزينة فارغة تماما.
وبعد تولي الملك فيصل السلطة ولرد الجميل إلي محمد بن لادن أصدر مرسوما بتحويل كل
عقود الإنشاءات إلي بن لادن وكلفه عمليا بوزارة الإنشاءات.. وفي عام 1969 تكفل محمد
بن لادن بإعادة بناء المسجد الأقصي بعد الحريق الذي تعرض له وكان قد ساهم في
التوسعة السعودية الأولي للحرمين ولذلك يقول آل بن لادن إنهم تشرفوا ببناء المساجد
الثلاثة.
وتوفي محمد بن لادن في حادث تحطم طائرته الخاصة أثناء عودته من الإشراف علي
مشروعاته الضخمة تاركا خلفا شركات بمليارات الريالات السعودية وأبناء بلغ عددهم
أكثر من 60 شخصا.
ونعود إلي أسامة بن لادن أو الأسطورة كما تطلق عليه وسائل الإعلام الأجنبية الذي
يعد ترتيبه الثالث والأربعين بين إخوته بينما ترتيبه بين الذكور الحادي والعشرون
دراسته
تلقي
أسامة بن لادن دراسته الابتدائية والثانوية بالحجاز بينما كانت دراسته الجامعية
بجدة في علوم الإدارة العامة.. وخلال دراسته اطلع علي أنشطة التيارات الإسلامية
المشهورة وتعرف علي الكثير من الشخصيات الإسلامية.. وفي الجامعة كانت هناك شخصيتان
لهما أثر هام ومتميز في حياته هما الأستاذ محمد قطب والشيخ الفلسطيني عبدالله عزام
الذي استشهد في حادث تفجير سيارته بأفغانستان عام 1989 ميلادية.
وحصل بن لادن علي بكالوريوس الاقتصاد عام 1979 ميلادية من جامعة الملك عبدالعزيز
وعمل فترة محدودة بشركاته التي ورثها عن والده.
وتشير تقارير موثوق فيها أن أسامة بن لادن يبلغ طوله 190سم بصحة جيدة بالرغم من
نحافة جسده ويهوي ركوب الخيل يوميا أكثر من ثلاث ساعات ويسير أكثر من 70 كيلومترا
بحصانه بصحراء أفغانستان.
وتشير التقارير إلي أن أسامة بن لادن تزوج للمرة الأولي من ابنة خاله بالمملكة
العربية السعودية وعمره 17 عاما أثناء دراسته الجامعية وأنجب منها 4 أبناء من بينهم
ابنه الأمير محمد الذي زوجه من ابنة مساعده أبوحفص المصري بمقر إقامته بمدينة
قندهار الأفغانية علاوة علي ابنته التي يتردد أن الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان
تزوجها غير أن حركة طالبان نفت هذا الزواج.
ووصفت مجلة التايم الأمريكية أسامة بن لادن نقلا عن مؤيديه أنه زاهد في الطعام
ويعيش تقريبا علي الخبز والجبن ولا يشغله سوي هدفه الوحيد وهو نشر الثورة الإسلامية
وأنه يستخدم الكهوف مقرا لإقامته في أفغانستان.
ويؤكد أتباع بن لادن أنه تزوج من 4 سيدات من جنسيات مختلفة وأنجب منهن حوالي 20
ابنا بينهم 4 يعيشون مع والدتهم بالمملكة العربية السعودية وهي زوجة بن لادن
الأولي.
وذكرت تقارير صادرة عن المرصد الإعلامي بلندن أن أسامة بن لادن يتبني فلسفة خاصة
تقوم علي أساس فكر أهل السنة والجماعة ويستمد مفاهيمها ومبادئها من السيرة النبوية
الشريفة وحياة الخلفاء الراشدين وتدعو تلك الفلسفة إلي ضرورة الجهاد للتصدي لقوي
الشرك والكفر ونبذ الفرقة بين المسلمين في كل أنحاء الأرض وجمع شملهم تحت راية لا
إله إلا الله.
وتشير التقارير إلي أن أسامة بن لادن كان نشاطه المالي قبل أن يغادر المملك العربية
السعودية عام 1980 ميلادية متوجها إلي أفغانستان للانضمام لصفوف المقاتلين الأفغان
في حربهم ضد الاحتلال الروسي مثل إخوته سواء كان ذلك في المقاولات أو في التجارة أو
الصناعة.
إلا أن الاختلاف الوحيد الذي كان يفصل بين أسامة بن لادن وأخوته في مجال التجارة هو
استثمار أمواله في بلد غير إسلامي إلا إذا كان ذلك لا مفر منه كأن يكون البلد
الإسلامي لا يوصل إليه في القنوات المالية إلا من خلال بلد غير إسلامي.. وكذا تحاشي
أي نشاط فيه شبهة ربا ولذلك كان يتجنب الاستثمار في البورصة والأسهم الغربية.
وتشير التقارير إلي أن أسامة بن لادن يحب الإشراف بنفسه علي نشاطه المالي رغم أمانة
الذين يعملون معه إلا أنه تعرض لثلاث صدمات مالية أثرت عليه وعلي نشاطه المالي بشكل
كبير.. الأولي كانت قرار الحكومة السعودية بتجميد أمواله المنقولة والسائلة وذلك
بعد تورطه في عمليات إجرامية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وتصل قيمة هذه الأموال
إلي حوالي 250 مليون دولار.
أما الصدمة الثانية التي تعرض لها مركز بن لادن المالي فقد جاءت بعد عجز الحكومة
السودانية سداد تكاليف المشاريع التي نفذها أسامة بن لادن والتي كان أشهرها طريق
التحدي الذي يربط بين الخرطوم وبورسودان بطول 500 كيلومتر تقريبا.
أما الصدمة الثالثة التي تعرض لها بن لادن فقد جاءت من اضطراره إلي التخلص من عدد
من الشركات التي تسرب خبرها للحكومة السعودية وإقفالها.
وشهدت مسيرة بن لادن العديد من المحطات الهامة أهمها علاقته بالجماعات الإسلامية
حيث تشير التقارير إلي أنها بدأت في عام 1993 هجرية الموافق 1973 ميلادية وقد
استمرت تلك العلاقة في الفصائل الإسلامية التي كانت تقابل الحزب الحاكم في جنوب
اليمن آنذاك وقد تعاون أيضا مرة أخري مع تلك الفصائل خلال التسعينيات حتي تم
الإطاحة بالحزب الاشتراكي.
وشارك بن لادن مع الشيخ عبدالله عزام في تأسيس معسكر المجاهدين الأفغان في بيشاور
وكذا تأسيس مركز صيدا لتدريب العرب القادمين لقتال القوات السوفيتيةس في أفغانستان.
سفره إلي أفغانستان
في 42 ديسمبر عام 1979 ميلادية فوجئ العالم بقوات الاتحاد السوفيتي سابقا تغزو
أفغانستان ودار قتال عنيف بين المقاتلين الأفغان وقوات الاتحاد السوفيتي.. وما أن
علم أسامة بن لادن بذلك حتي قرر مغادرة المملكة العربية السعودية والتوجه إلي
أفغانستان للمشاركة في القتال الدائر بين المقاتلين والقوات الروسية ونصرة أخوانه
الأفغان.
وصل أسامة بن لادن في بداية عام 1980 ميلادية أي بعد أيام قليلة من الغزو السوفيتي
لأفغانستان وانضم إلي صفوف المقاتلين الأفغان واستغل بن لادن الذي لم يكن قد تجاوز
عمره 24 عاما في ذلك الوقت علاقاته الشخصية وسمعة أسرته وتمكن من تجنيد الآلاف من
المقاتلين العرب من السعودية ومصر وتركيا واليمن والسودان ولبنان والجزائر.. كما
استغل بن لادن شركاته الكثيرة وأمواله الباهظة التي ورثها عن والده وكذا خبرته في
مجالات الهندسة والانشاءات والمقاولات وقام ببناء المئات من الملاجئ للمقاتلين
الأفغان ومخازن للأسلحة والمتفجرات والعديد من الطرق الاستراتيجية والمستشفيات
والمدارس الصغيرة مما دعا المقاتلين لتنصيبه زعيما لهم.
وذكر تقرير صادر من المرصد الإعلامي بلندن أن أسامة بن لادن بدأ حياته في أفغانستان
مثل كل المقاتلين الأفغان اشترك في الحرب بنفسه في بداية وصوله وأنه قاتل في قرية
اسمها جاجي بالقرب من الحدود الباكستانية ضد السوفيت وكانت هذه المعركة علامة أكيدة
علي هزيمة السوفيت وانتصار المجاهدين الأفغان وبعد هذه المعركة بعام تقريبا قاد
هجوما علي القوات السوفيتية في معركة شابان وكان بطلا في فنون الحرب وكان يقتحم
المعارك بنفسه قبل أي شخص آخر.
وأكد تقرير المرصد الإعلامي الإسلامي بلندن أن أسامة بن لادن لم يعط الأفغان أمواله
فقط بل اعطاهم نفسه ونزل من قصره ليعيش مع المقاتلين ويطبخ ويأكل معهم ويحفر معهم
الخنادق.
أول نموذج لعمل مؤسسي الجهاد العرب في أفغانستان ظهر عام 1984 في بيشاور من خلال
بيت الأنصار الذي أسسه بن لادن يكون محطة نزل أولي واستقبال مؤقت للقادمين للجهاد
قبل توجههم للتدريب بالرغم من تأسيس بيت الأنصار الا ان بن لادن لم يكن لديه جهازه
الخاص أو بيت نخبة من معسكرات ومخازن وامداد واتصال ولم تكن له جبهة خاصة به بل كان
يرسل الشباب القادمين للمشاركة في الجهاد إلي أحد الأحزاب المقاتلة أمثال حزب قلب
الدين حكمتيار أو برهان الدين رباني.
وذكرت تقارير أفغانية ان تأسيس أسامة بن لادن لبيت الأنصار تزامن مع تأسيس الشيخ
الفلسطيني عبدالله عزام الذي استشهد في أفغانستان عام 1989 لمكتب الخدمات في بيشاور
ومن هنا توثقت علاقة بن لادن مع عبدالله عزام حتي وفاة الأخير في حادث تفجير
سيارته.
بعد 10 سنوات من القتال في صفوف المقاتلين الأفغان في حربهم ضد التواجد الروسي في
أفغانستان وانفاق ملايين الجنيهات وتلقين القوات ا لروسية هزيمة قاسية لن تنسي
وتحرير العاصمة الأفغانية كابول عاد أسامة بن لادن مرة أخري الي المملكة العربية
السعودية. وهو يشعر بنشوة الانتصار علي السوفيت خاصة انه ترك خلفه العشرات من
الألوف من أعوانه الذين شاركوا في تحرير أفغانستان خاصة أنهم أصبحوا أكثر خبرة في
مجال الحرب والقتال في حرب العصابات وتكوين المتفجرات وتصنيعها.
أشرف أسامة بن لادن علي مشروعاته التجارية خاصة شركات المقاولات والانشاءات عقب
عودته من أفغانستان وأستمر بالسعودية حوالي عام ونصف العام قبل حدوث كارثة الغزو
العراقي للكويت. ووصول القوات الأمريكية للخليج والمملكة العربية السعودية بدعوي
تحرير الكويت من الغزو العراقي عقب وصول القوات الأمريكية والانجليزية إلي السعودية
التقي أسامة بن لادن مع كبار المسئولين السعوديين وعرض عليهم طرد القوات الأمريكية
والانجليزية من الخليج مقابل تعهده بتحرير الكويت من العراق عن طريق حرب العصابات
خاصة انه يتولي تنظيم القاعدة الذي يضم أكثر من 10 آلاف مقاتل سبق مشاركتهم جميعا
في تحرير كابول من التواجد الروسي.. وبالطبع رفضت المملكة العربية السعودية عرض بن
لادن بطرد القوات الأمريكية والانجليزية من الخليج مما دفعه إلي انتقاد سياسة
المملكة العربية السعودية في عدة بيانات أصدرها من السعودية. وذلك حيال تواجد
القوات الأمريكية والانجليزية بالسعودية والخليج العربي.
وتشير الدلائل إلي أن تواجد القوات الأمريكية والانجليزية بالسعودية والخليج العربي
كان بداية الصراع الطويل الذي استمر حتي الآن بين أسامة بن لادن. والولايات المتحدة
الأمريكية ومحاولاته اغتيال رؤساء أمريكا الثلاثة بوش وكلينتون وبوش الابن.
وارتكابه العشرات من العمليات الارهابية والعسكرية ضد الولايات المتحدة الأمريكية
ومصالحها العديدة في الدول العربية والاسلامية.
وعقب رفض المسئولين السعوديين عرض أسامة بن لادن بطرد القوات الأمريكية والانجليزية
من الخليج قام بن لادن بتصفية جزء من ممتلكاته التي ورثها عن والده وحصل علي 260
مليون دولار وغادر المملكة العربية السعودية علي متن طائرة خاصة إلي أفغانستان
بينما بقيت زوجته الأولي وأبناؤه في المملكة الا ان تواجد أسامة بن لادن بأفغانستان
لم يستمر طويلا خاصة ان الوقت الذي عاد فيه إلي أفغانستان كان يشهد قتالا عنيفا بين
الأفغان للصراع علي السلطة وأنه تعرض للاغتيال أكثر من مرة عن طريق المخابرات
الباكستانية بتحريض من حكومة المملكة العربية السعودية.
وبعد
التشاور مع المقربين منه الذين لعبوا دورا كبيرا في حمايته من الاختطاف أو الاغتيال
قرر بن لادن البحث عن مكان آخر للتوجه اليه بدلا من أفغانستان.. وكان السودان أحد
الخيارات المطروحة عليه ليس لأنها ستكون قاعدة جديدة لمشروع جديد. ولكن لأنه سمع
الكثير عن هذه الدولة الجديدة التي بدأ الاسلاميون يتحدثون عنها وعن حماسها للاسلام
والمسلمين وحرصها علي تطبيق مشروع اسلامي.. وتوقع بن لادن انه يستطيع ان يقدم شيئا
لهذه الدولة من خلال قدراته التجارية والانشائية وعلاقاته في المملكة والخليج. فضلا
عن انه يؤمن ملاذا له بديلا عن أفغانستان.
بن لادن في السودان
وتوجه بن لادن إلي السودان بطائرة خاصة سرية في نهاية عام 1991م واصطحب معه عددا من
أعوانه والتحق بهم آخرون بطرق أخري.
وفي السودان رحبت الحكومة السودانية بأسامة بن لادن وأحسنت استقباله وتمكن بن لادن
من تأسيس شركات مقاولات ساعده فيها حسن الترابي وحصلت شركاته علي الكثير من
المشروعات في السودان أهمها عملية سد الروصيرص الذي يعد من أكبر السدود السودانية
ومشروع بناء وتجهيز 23 معسكرا لتدريب المجاهدين الأفغان ورفض تقاضي أي مبالغ مالية
مقابل هذه المشروعات الضخمة التي أنفق فيها الملايين من الجنيهات وكلفت الحكومة
السودانية بن لادن بتولي مشروع طريق التحدي وهو الطريق الرئيسي المعد للربط بين
الخرطوم وشندي وعطبرة والذي طوله 500 كيلو متر.
وطرح أسامة بن لادن نفسه زعيما للحركة الاسلامية في مؤتمر الشعب الاسلامي بالخرطوم
عام 1995. الذي حضره عماد مغنية الرجل الثاني في حزب الله بلبنان وفتحي الشقاتي
زعيم تنظيم الجهاد الفلسطيني الذي اغتالته إسرائيل عقب ذلك وموسي أبومرزوق من حركة
حماس وعدنان سعد الدين من الإخوان المسلمين وعبدالمجيد الخذنداري من اليمن ومصطفي
حمزة أمير تنظيم الجماعة الإسلامية الهارب من مصر علاوة علي ممثلين من الحركات
الاسلامية بباكستان والجزائر وتونس.
وذكرت تقارير المخابرات المركزية ووزارة العدل والمباحث الفيدرالية الأمريكية أن
أسامة بن لادن ارتكب خلال فترة تواجده بالخرطوم من عام 91 وحتي عام 96 العشرات من
العمليات الارهابية ضد الولايات المتحدة الأمريكية. وبعض الدول العربية والأجنبية.
والمصالح الأمريكية بالعديد من الدول العربية.
وذكرت التقارير الأمريكية أن بن لادن ارتكبت جماعته بالمملكة العربية السعودية
انفجارين كبيرين الأول في 13 نوفمبر عام 95 بالرياض. أدي إلي مقتل 7 أشخاص أمريكيين
والثاني في عام 96 بمدينة الظهران "الخبر" وأدي إلي مقتل 19 أمريكيا.
وذكرت التقارير أن أسامة بن لادن كلف جماعته أثناء تواجده بالخرطوم بضرب القوات
الأمريكية بالصومال وتوجهت إلي هناك مجموعة من المقاتلين أشرفوا علي تدريب بعض
الصوماليين علي استخدام الأسلحة وتصنيع المتفجرات واشتركوا في حرب شرطة مع القوات
الأمريكية انتهت بمقتل 18 جنديا أمريكيا ومئات من الصوماليين.
وعندما اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية أسامة بن لادن قائد تنظيم القاعدة بارتكاب
كل هذه العمليات الارهابية وغيرها مثل تفجير مركز التجارة العالمي بنيويورك عام
1993م قامت أسرته باصدار بيان أعلنت فيه رفضها لعملياته الارهابية وتبرأت منه مما
دعا المسئولين بالمملكة العربية السعودية إلي اسقاط الجنسية السعودية عنه في ابريل
من عام 94. وذكر بيان الخارجية السعودية: "انه نظرا لما بدر من أسامة بن لادن من
أعمال تتعارض مع مصلحة المملكة وتسيء إلي علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة ولعدم
انصياعه للتعليمات المبلغة له".
وفي اليوم التالي لاصدار بيان الخارجية السعودية أصدر أسامة بن لادن من السودان
بيانا وزعه علي وكالات الأنباء الأجنبية رد فيه علي قرار الحكومة السعودية بسحب
الجنسية عنه.
بن لادن في ضيافة حركة طالبان
بعد الاتهامات التي وجهتها المباحث الفيدرالية الأمريكية ووزارة العدل والمخابرات
المركزية لأسامة بن لادن بارتكابه وتحريضه علي العمليات الإرهابية ضد الولايات
المتحدة الأمريكية ومصالحها في العديد من الدول العربية اضطرت الحكومة السودانية
إلي طرد بن لادن من السودان تحت ضغوط من الأمم المتحدة والولايات المتحدة
الأمريكية.
ولحسن حظ بن لادن أن هذا الوقت كانت فيه حركة طالبان قد سيطرت علي حكم البلاد ورحبت
فورا بقدومه إلي أفغانستان وتوجه بن لادن علي متن طائرة خاصة في مايو 1996 إلي
مدينة قندهار الأفغانية مقر قيادة حركة طالبان ولاقي قدومه ترحيبا كبيرا من الأفغان
وعلي رأسهم الملا محمد عمر حاكم طالبان خاصة انهم يعلمون الدور الكبير الذي لعبه
لتحرير أفغانستان من التواجد الروسي.
وبالرغم من ترحيب حركة طالبان بقدوم أسامة بن لادن إلا أن علاقته ظلت وطيدة مع
خصمهم قلب الدين حكمتيار لأنها علاقة تعود إلي فترة الحرب الأفغانية السوفيتية.
وعقب وصول بن لادن قندهار بثلاثة أشهر أصدر بيانا دعا فيه أتباعه بالمملكة العربية
السعودية بشن حرب ضد التواجد الأمريكي في الأراضي السعودية والخليج العربي.
لم يمض أكثر من 7 أشهر علي اعتراف حركة طالبان بتواجد أسامة بن لادن علي أراضيها
حتي طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من حركة طالبان تسليمها أسامة بن لادن إلا ان
الملا محمد عمر رفض مما دعا الولايات المتحدة الأمريكية إلي ارسال مجموعة من
الكوماندوز الأمريكية لاختطافه وبلغ عددهم حوالي ألف شخص مزودين بطائرات ومعدات
عسكرية متطورة إلا ان قوات طالبان قاتلتهم ومنعتهم من دخول البلاد.
تأسيس القاعدة
"القاعدة" لم تكن تنظيما بالمعني المعروف بل كان مكانا أقام به بن لادن والظواهري
كقاعدة للجهاد حين لاحظ بن لادن ان حركة المجاهدين العرب والمسلمين قدوما وذهابا
والتحاقا بالجهات وكثرة الاصابات والوفيات قد زادت دون ان يكون لديهما سجل عن هذه
الحركة.. وكان نقص هذه المعلومات سببا في احراجه في أحيان كثيرة مع بعض العوائل
التي كانت تسأل عن ابنائها.. من هنا قرر ترتيب سجلات العرب والمسلمين المشاركين في
القتال ضد السوفيت.. وتوسعت فكرة التسجيلات لتشمل تفاصيل كاملة عن المشاركين في
القتال مثل تاريخ وصول الشخص والتحاقه بالجبهات قبل انتقاله للتدريب.
والقاعدة التي أنشئت عام 1989 كانت عبارة عن كيان ضخم يضم معسكرات كثيرة لاستقبال
القادمين من جميع بلدان الدول العربية والاسلامية الراغبين في القتال ضد السوفيت
والتحقت بالقاعدة اعداد كبيرة من الكفاءات المختلفة مثل السائقين والمهندسين
والزراعيين.
التزم بن لادن بتكاليف الاعاشة للجميع واعتمدت برامج القاعدة علي الدورات التدريبية
العسكرية بهدف اعداد فصائل جاهزة دائما للمشاركة في أعمال المساعدة للمقاتلين..
وهذه الدورات تخضع لها جميع العناصر الجديدة بعد قدومهم من بلدانهم مباشرة وخلالها
يخضع الجميع لعملية تقييم شاملة ودقيقة يشرف عليها بعض أعوان بن لادن بهدف اختيار
أفضل العناصر لترشيحها للدورات العسكرية المتقدمة بعد اختيار العنصر يتم ترشيحه
للمستوي الثاني وهي مرحلة التجنيد المباشرة لصالح الكيان "القاعدة" والتي تبدأ
بدورات راقية للتدريب علي الأسلحة المتقدمة بالاضافة الي الدورات الشرعية والسياسية
بهدف اعداد كادر اسلامي غير خاضع للتأشيرات الوطنية أو القومية.
والقاعدة تضم العديد من المعسكرات في أفغانستان منها الفاروق وبدر بمنطقة جاور
وجلال اباد وجهاد والصديق بمنطقة خوست وبلغ عدد المنضمين للقاعدة من البلدان
العربية والاسلامية حوالي 15 ألف مقاتل.
السماء تمطر طائرات!!
* بسبب ما ارتكبته في فيتنام وهيروشيما وناجازاكي.
* سياستها العرجاء في الشرق الأوسط.
* انحيازها الكامل لاسرائيل.
* الكيل بمكيالين في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
* غطرسة القوة التي تتبعها ضد الشعوب العربية والاسلامية.
* موقفها الرافض لوصف الصهيونية بالعنصرية.
* العقوبات الدولية علي الدول العربية والاسلامية.
* استشهاد الأبرياء في فلسطين والعراق وأفغانستان.
أمطرت السماء عليها طائرات..!! نعم طائرات "محشوة" بأبنائها!!
علي الهواء مباشرة.. وبفضل وسائل إعلامها المتطورة وخاصة شبكتها العالمية "سي. إن.
إن" الاخبارية شاهد العالم أجمع سقوط الولايات المتحدة الأمريكية.. شاهد العالم
أجمع فضيحتها.. شاهد مصيبتها.. شاهد كارثتها التي يندر أن تتكرر في تاريخ البشرية..
تلك الكارثة التي هزت الكيان الأمريكي. وضربت هيبة أكبر دولة في العالم.. وأصابت
أعظم دولة في العالم بالرعب.. زرعت في قلوب مواطنيها الخوف من ركوب الطائرات.. جعلت
رئيسها ونائبه يهربان إلي مكان غير معلوم!!
شاهد العالم أجمع فشل مخابراتها وعجز مباحثها الفيدرالية في التوصل إلي الفاعل
الحقيقي.
خسائر بشرية واقتصادية أكثر من 6 آلاف قتيل سقطوا في دقائق معدودة وسقطت معهم هيبة
العسكرية الامريكية التي ضربت في معقلها فانهار واشتعل. وتصاعدت منه سحب الدخان.
350 مليار دولار احترقت في النيران!!
الحدث.. صباح الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 بنيويورك وواشنطن وبن سلفانيا.. أربعة طائرات
مدنية ضخمة علي متنها المئات من الركاب المدنيين تقتحم الأولي البرج الأول لأضخم
مبني في العالم. وهو مركز التجارة العالمي بنيويورك. بينما اقتحمت الثانية في مشهد
تاريخي لم يحدث في أفلام السينما الامريكية البرج الثاني لمركز التجارة فيسقط
البرجان واسفلهما آلاف القتلي والمصابين.. الطائرة الثالثة تتوجه بعد ساعة من تحطيم
مركز التجارة العالمي إلي مبني وزارة الدفاع الأمريكية.. "البنتاجون" وتشتعل
النيران بجزء كبير منه ويسقط المئات من القتلي والمصابين.. الطائرة الرابعة سقطت
فوق ولاية بن سلفانيا.
سلفانيا قبل ان تصل إلي البيت الأبيض لتحويله إلي بيت "أسود".
كانت النيران لا تزال مشتعلة بمركز التجارة العالمي.. أقصد أنقاض مركز التجارة
العالمي.. حينما طرحت وسائل الاعلام الأمريكية علي لسان رئيسها الهارب في مكان غير
معلوم اسم أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وأعوانه بارتكاب هذه الحوادث
التدميرية.
نعم الإدارة الأمريكية اتهمت بن لادن وأعوانه والنيران لا تزال مشتعلة.. بالطبع لم
تكن قد توصلت إلي أي أدلة تدينه ولكنها كانت في حاجة سريعة إلي "كبش فداء" تذبحه
لتفتدي به.. كرامتها.. التي جرحت تحت أنقاض مركز التجارة العالمي.. و"هيبتها" التي
غطاها غبار حطام "البنتاجون".
من مكانه غير المعلوم أجري اتصالات سريعة بالعديد من الدول لمساعدته في شن حرب
شاملة علي أفغانستان.. دول كثيرة وافقت علي مساعدته منها بريطانيا وروسيا وألمانيا
وفرنسا واستراليا وكندا علاوة علي بعض الدول المجاورة لافغانستان لاستخدام أراضيها
لشن الحرب وعلي رأسها باكستان المسلمة!!
الملا عمر زعيم حركة طالبان نفي ارتكاب بن لادن هذه التفجيرات ودعا الولايات
المتحدة الامريكية إلي "الصبر" الإدارة الأمريكية ردت بأنها سوف تصبر ثلاثة
أيام!!.. باكستان أرسلت وفداً برئاسة رئيس جهاز مخابراتها إلي قندهار لاقناع الملا
عمر بضرورة تسليم بن لادن وأعوانه تجنباً لضربة انتقامية متوقعة.
حركة طالبان لم ترفض طلب التسليم وإنما وضعت أربعة شروط هي:
1 تقديم الأدلة التي تثبت تورط بن لادن وأعوانه.
2 محاكمتهم في دولة إسلامية محايدة.
3 رفع العقوبات الدولية المفروضة علي أفغانستان.
4 وقف المساعدات الخارجية خاصة العسكرية التي تمنح للمعارضة شمال أفغانستان.
وسائل الاعلام سارعت من تلقاء نفسها بالاعلان عن رفض حركة طالبان تسليم بن لادن
وأعوانه وذكرت أن الملا محمد عمر أعلن الجهاد ضد أمريكا.
حركة طالبان نفت ما ذهبت إليه وسائل الاعلام وأكدت أنها لم تعلن الجهاد بعد ولكنها
سوف تعلنه عند بدء العدوان الأمريكي علي أراضيها.
كبار المسئولين بحركة طالبان أعلنوا استعدادهم لتسليم بن لادن وأعوانه إذا ما قدمت
الولايات المتحدة الأمريكية أدلة تؤكد ضلوعهم في الأحداث.
محاولات كثيرة بذلتها حركة طالبان لمنع الاعتداء علي أراضيها.. الملا عمر تحرك
بسرعة في محاولة أخيرة لمنع شن الحرب علي بلاده.. دعا أكثر من ألف من علماء الدين
يطلق عليهم مجلس شوري العلماء.. قدموا من 32 ولاية مختلفة للاجتماع في العاصمة
كابول من أجل النظر في وضع أسامة بن لادن وتقديم النصح لحكومة طالبان بشأن المواقف
التي ينبغي اتخاذها في مواجهة التهديدات الأمريكية بمهاجمة افغانستان.
اجتماعات مجلس شوري العلماء في كابول لمدة يومين شارك فيها الملا عمر الذي افتتح
الاجتماعات بكلمة قال فيها: "نريد من الولايات المتحدة الأمريكية ان تجمع معلومات
كاملة عن الجناة.. خاصة ان طالبان وبن لادن نفيا أي صلة لهما بالهجمات التي تعرضت
لها الولايات المتحدة الأمريكية والمشكلة أنها لا تريد ان تصدق ذلك".
واضاف: "ان حركة طالبان تريد أي أدلة ضد بن لادن لتسليمها إلي المحكمة الافغانية
العليا أو إلي رجال دين من ثلاث دول إسلامية".
"إن النداءات الدولية المطالبة بتسليم بن لادن ما هي إلا ذريعة لتدمير طالبان.. إن
أعداء هذا البلد يرون النظام الإسلامي شوكة في أعينهم ويفتشون عن أعذار مختلفة
عليه.. وأسامة بن لادن أحد تلك الاعذار".
انتهت الاجتماعات بنصيحة وجهها العلماء الافغان إلي حكومة طالبان وهي العمل علي
اقناع بن لادن بمغادرة أفغانستان طواعية عندما يكون ذلك ممكناً.. واعربوا عن حزنهم
للضحايا الأمريكيين الذين لقوا مصرعهم في هجمات 11 سبتمبر بواشنطن ونيويورك.
ناشدوا الولايات المتحدة الامريكية عدم توجيه ضربات انتقامية لافغانستان وأنه في
حالة حدوث ذلك يصبح الجهاد واجباً حتمياً علي كل العالم الإسلامي.. وقالوا: "إذا
تعرض بلد مسلم للغزو ولم يكن.. بمقدور هذا البلد الدفاع عن نفسه فإن الجهاد يصبح
واجباً حتمياً علي كل مسلم".. وانتقد العلماء وصف الرئيس بوش للرد الأمريكي بأنه
سيكون حملة صليبية واعتبروا ان هذا الوصف فيه "إهانة لمشاعر المسلمين".
الولايات المتحدة الأمريكية اعتبرت ما جاء في فتوي العلماء لا يرضي مطالبها.. وبعد
ان كانت تطالب بتسليم بن لادن فقط رفعت مطالبها إلي اربعة مطالب:
* تسليم كل قادة تنظيم القاعدة المختبئين داخل الأراضي الافغانية.
* الافراج عن جميع الرعايا الاجانب بمن فيهم المواطنون الامريكيون المسجونون في
افغانستان وحماية الصحفيين الاجانب والدبلوماسيين وعمال الاغاثة في افغانستان.
* اغلاق جميع معسكرات التدريب الخاصة بتنظيم القاعدة.
* منح الولايات المتحدة الحرية الكاملة في الوصول إلي معسكرات تدريب تنظيم القاعدة
حتي تتأكد من اغلاقها.
* المطالب الامريكية السابقة جاءت علي لسان الرئيس بوش في خطابه امام الكونجرس يوم
21 سبتمبر 2001 وأكد ان هذه المطالب ليست قابلة للتفاوض أو النقاش.. وينبغي علي
طالبان ان تتصرف علي الفور وان تستجيب لكل هذه الشروط وإلا واجهت نفس مصير
الارهابيين!!
بينما كانت المفاوضات مستمرة كانت حاملات الطائرات والاساطيل الامريكية تتحرك صوب
افغانستان.. الملايين من الافغانيين كانوا يهربون إلي الحدود الباكستانية خشية
الهجوم الامريكي وساءت حالتهم بسبب الظروف السيئة.
بعد 26 يوماً من تفجيرات نيويورك وواشنطن وبالتحديد في 7 أكتوبر 2001 بدأت الحرب
علي افغانستان وشنت القوات الامريكية والبريطانية بمساندة ألمانيا وفرنسا واستراليا
وكندا هجمات ضارية علي الأراضي الافغانية شملت العاصمة "كابول" ومقر قيادة حركة
طالبان "بقندهار" و"مدينة جلال أباد" والمواقع الاستراتيجية بافغانستان خاصة مطار
كابول ووزارة الدفاع ومبني الإذاعة الناطقة باسم حركة طالبان ودمرت مواقع الصواريخ
والطائرات والرادار.. واستخدمت حاملات الطائرات والسفن الحربية والغواصات في المحيط
الهندي كقاعدة لانطلاق اسلحتها الجوية.. وشاركت الغواصات البريطانية والسفن الحربية
الفرنسية في الضربات.
واستخدمت القوات الامريكية صواريخ "توماهوك" وطائرات قاذفة في الهجوم علي افغانستان
التي تحولت إلي ظلام دامس نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي فيما هرب السكان إلي
الكهوف في الوقت الذي واجهت فيه مدفعية طالبان الطائرات الامريكية.
عواصم العالم شهدت مظاهرات صاخبة احتجاجاً علي الهجوم الامريكي علي افغانستان..
احرق المتظاهرون أعلام أمريكا وحملوا صور بن لادن.