.
. . عشر صور حتما ستراها فى : عرضات يوم القيامة وفى أرض المحشر
أذكرها هنا ليتمعن كل منا فيها ويتجهز لها من الأن وقبل فوات الأوان
صور يشيب منها الطفل الرضيع , وتلقى كل ذات حمل بحملها من هول الموقف
الكل مشغول بنفسه , ينتظر فى ذهول شديد , الكل خائف يرتعد
الكل يقول نفسي نفسي حتى الأنبياء
الكل واقف فى موقف واحد وعلى صعيد واحد وعلى أرض واحد
ينتظر لحظة الفصل فى الحساب
فتعالوا بنا لنبدأ هذه المشاهد لنتعرف عليها ولكن بعد مشاهدتها هل سيكون
حالنا كما هو مثل قبل عرضها ومشاهدتها هل سيتغير حالنا ونعزم بعدها على
تغيير حالنا إلى الأفضل , أم سنمر عليها مرور الكرام تعالوا نبدأ لكن نرجوا
منكم مشاهدة كل مشهد على حده وتحليله وماذا أنت فاعل بعده تعالوا تفضلوا
لنبدأ
1- كل الناس حفاة – عراة – غرلاً
كما ولدتك أمك ستحشر يوم القيامه حافي القدمين , عاري الجسم – غرلاً غير مختون
لافرق بين عزيز وحقير , ولا بين غني وفقير , ولا بين حاكم ومحكوم الكل سواسية
والكل سيقف هذا الموقف وسيشهد هذا المشهد – النساء والرجال معاً ولكن الكل
مشغول بنفسه فلن ينظر إلى الأخر ولن ينظر الرجال إلى النساء ولا النساء إلى
الرجال فالأمر أعظم من ذلك والكل ترتعد فرائسه خائف مما قدم من عمل, ينتظر
فصل القضاء
2- تدنوا الشمس من الرؤوس ويعرق الناس
فتدنوا الشمس قدر ميل فيتصبب الناس عرقاً والكل يعرق ولكن على قدر عمله
وايمانه , فمنهم من يكون العرق حتى إخمص قدميه ومنهم من يغطي ساقيه ومنهم
من يغطي حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجامآ
تخيل نفسك وأنت تعرق وتقف فى بحر من العرق ماذا سيكون حالك هل سيعجبك حالك وقتها
أرأيت هذا المشهد كم هو شديد وأليم فهل ستبدأ من الأن لتنجوا من هذا الموقف؟
ابدأ أفضل لك فمازال معك وقت ولا تسوف وتقول مازال فى العمر بقية أو تقول مازلت صغيرآ وغدآ سأتوب
3- الناس سكارى من شدة الهول
وهل يسكر الناس بدون خمر ؟
الجواب نعم سيسكرون من شدة هول الموقف وتضع كل ذات حمل حملها حتى المرضعة
تذهل عن رضيعها فتضعه عنها من شدة الموقف بل وحتى الطفل الصغير يخشى القصاص
وهو لم يقترف ذنباً أو إثماً فالكل فى حيرة من أمره فقد حانت ساعة الصفر
ساعة بعدها الناس فريقان صنف معذب فى النار وصنف منعم فى الجنان صنف مكبل
بالسلاسل والأغلال وصنف سيلبس أحلى الحلل صنف رابح وصنف خاسر
فاختر لنفسك من الأن من أى صنف ستكون ؟
إن الأمر جل خطير فإلحق بالركب واركب سفينة النجاة قبل أن ترتحل ويفوتك القطار
4- يذهب الناس للأنبياء
ليشفعوا لهم عند ربهم ليفصل بينهم
تخيل معى وكل الناس يذهبون إلى نبي تلوا نبي فيذهبون إلى أدم عليه السلام
فيقولون له أنت أبو البشر وقد خلقك الله بيديه وأسجد لك ملائكته فاشفع لنا
عند ربنا ليفصل بيننا فيقول لقد غضب الله اليوم غضبآ شديداً
ولقد فعلت ذنباً نفسي نفسي إذهبوا الى غيرى اذهبوا الى نوح فهو أول نبي
فيذهبون إلى نوح فيقولون له يا نوح أنت قد نجاك الله بالسفينة وأغرق من
عصوك من قومك , فيقول لقد كانت لى دعوة فدعوت بها على قومي , إذهبوا إلى
غيرى إذهبوا إلى ابراهيم , فيذهبون إلى إبراهيم فيقولون له أنت أبو
الأنبياء وأنت خليل الله وقد جعل النار عليك بردآ وسلامآ , اشفع لنا عند
ربك , فيقول لهم لقد غضب الله اليوم غضبآ لم يغضب قبله قط, نفسي نفسي
إذهبوا الى غيرى إذهبوا الى موسى فهو كليم الله, فيذهبون الى موسى فيقولون
له أنت كليم الله وقد كلمك ربك بدون ترجمان ونجاك من اليم وأغرق فرعون ,
فيقول لهم ان الله قد غضب اليوم غضبآ لم يغضب قبله قط وقد قتلت نفسآنفسى
نفسى , إذهبوا الى غيرى إذهبوا الى عيسى بن مريم فهو روح الله, فيذهبون
اليه , فيقولون له ياعيسى أنت روح الله وكلمته ألقاها الى مريم , اشفع لنا
عند ربك , فيقول لقد غضب الله اليوم غضبآ لم يغضب قبله قط , وقد اتخذنى
الناس إلهآ من دون الله , نفسى نفسى اذهبوا الى محمد فهو حبيب الله وخاتم
أنبيائه , فيذهبون له فيقولون يا محمد أنت حبيب الله و غفر لك ما تقدم من
ذنبك وما تأخر ورفعك الى سدرة المنتهى اشفع لنا عند ربك , فيقول أنا لها
أنا لها , فيذهب فيسجد تحت العرش ويفتح الله عليه بمحامد لم يفتح عليه بها
قبل , فيقول له ربه ارفع رأسك وأسئل تعطى واشفع تشفع , فيقول يارب فصل
القضاء , فيأتى ربنا فى ظلل من الغمام والملائكة فيقضى بين الناس
5- مجيء موكب الرب عز وجل تحفه الملائكة
فيأتي ربنا عز وجل فى ظلل من الغمام والملائكة ليفصل بين الناس
(وجاء ربك والملك صفاً صفاً)
تخيل حالك عندما يجيء الرب فى هذا الموكب العظيم وأنت الضعيف العاصى وقد أثقلتك ذنوبك ماذا سيكون حالك؟
تخيل نفسك وسوف ينادى عليك فى هذا المشهد العظيم وهل ستكون من السبعة الذين
يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله فتكون مطمئن القلب فى هذا الموقف
العظيم؟
6- يجيء بجهنم في الموقف
تجرها الملائكة من ذمامها
تخيل هذه النار العظيمة وتجرها الملائكة من ذمامها
( وجيء يومئذ بجهنم)
إذاً سوف يجاء بها إلى أرض الموقف وعلى كل ذمام سبعون ألف ملك فكم سيكون حجمها وكبرها؟
وهذه النار أوقد عليها ألف عام حتى إحمرت وألف عام حتى إبيضت وألف عام حتى إسودت فهى سوداء مظلمة
وعندما يرى الكافر هذه النار يقول ياليتنى قدمت لحياتى وعندها سوف يتذكر الإنسان ولكن أنى له الذكرى
7-يضرب الصراط على النار
وهو أدق من الشعرة وأحد من السيف وكل الناس سيمرون عليه فمنهم من يمر
كالريح ومنهم كالبرق ومنهم المسرع ومنهم من يمشي ومنهم من تخدشه كلاليب
جهنم ومنهم من يسقط فى النار والعياذ بالله , كل على قد عمله وإيمانه
8-يجيء بالشمس والقمر
فيكوران ثم يلقيان فى النار
سبحان الله انظروا إلى عظمة الشمس والقمر وحجمهما الكبير جداً عندما تكوران
كالكرة يوم القيامه ثم تلقيان فى النار فتكونان وقودآ لها حتى يعلم الذى
عبدهما أنه هو ومن عبد فى النار
9- تطاير الصحف
وما أدراك ما تطاير الصحف تخيلوا معى وكم مليار من الناس يقفون على أرض
واحد ثم يلقى بالصحف وكل إنسان سوف يلتقط صحيفته ولن تذهب إلى غيره , وسوف
يكون مدون فيها كل شيء فعله منذ ولدته أمه وحتى مماته
ومن الناس من سيأخذ كتابه وصحيفته باليمين وعندها سيقول هاؤم إقرأوا كتابيه
إنى ظننت أنى ملاق حسابيه فهو فى عيشة راضية فى جنة عالية قطوفها دانية ,
ومن من أخذ كتابه بشماله أو من وراء ظهره وعندها سيقول : ياليتنى لم أوتى
كتابيه ما أغنى عنى ماليه هلك عنى سلطانيه فيقال له خذوه فغلوه ثم الجحيم
صلوه ثم فى سلسلة ذرعها سبعون ذراعآ فاسلكوه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم
فاختر لنفسك بأى يديك سوف تأخذ كتابك؟
10- ينصب الميزان ويدعى الناس للحساب
تخيل نفسك وأنت واقف ترتعد ثم ينادى عليك يافلان بن فلان تعال لتوزن أعمالك
وهو ميزان العدل الذى لن يترك صغيرة ولا كبيرة حتى مثقال الذرة سوف توزن
عليك , وانظر لنفسك وأنت ترى بأم عينك ولن تستطيع أن تنكر أى شيء منها , ثم
يقررك ربنا عز وجل بذنوبك فيقول عز وجل : أتذكر ذنب كذا وكذا يوم كذا وكذا
, وهل تستطيع أن تنكر شيء منها , فإن قلت لم أفعل فعندهل ستشهد عليك يدك
ورجلك وجلك
( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وأرجلهم )
تخيل منظرك وأنت تعرق وتقول ياليتنى أنتتهى من الحساب ولو إلى النار من عظم الحساب
فهل سنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب وهل سنوزن أعمالنا قبل أن توزن علينا
فأعد لهذا الموقف جواباً يا من تتباهى بذنوبك فى الدنيا إعلم أنها تعد عليك
وتسجل عليك حتى اللفظة والكلمة التى تستهين بها قد توردك النار سبعين
خريفا.
أخي المسلم أختي المسلمة حاسبوا أنفسكـم قبل أن تحاسبوا
وزنوا أعمالكـــــــــــــــم قبل أن توزن عليكم
واعلموا أن الدنيا مزرعة الأخرة فازرع خيـــــراً تجد خيرا
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلني وإياكم
من الآمنين فـــــــــــــــي ذلك الموقف العظيم
والمستظلين بظل الرحمــــــــــــــــــــ ـن
يوم لاظــــــــــــــــــــــ ــل إلا ظله ...
.