رسالة شهيد فى الثورة إلى الوزير الفاسد
رسالة شهيد فى الثورة إلى الوزير الفاسد
أخى المصرى الوزير الفاسد نعم أنت أخى فى الإنسانية ومثلى تحمل الجنسية
المصرية وبالفعل أنا وأنت عيشنا على ترابها واشربنا من نيلها وتعلمنا فى
مدارسها واختارك الرئيس المخلوع مبارك
لتولى الوزارة وطرت فرحا وكدت أن تمسك السماء بيدك من شدة الفرح ونسيت أو
تناسيت أن المنصب تكليف وليس تشريفا وأنك لا محالة تاركه أن آجلا أو عاجلا
لأن المناصب لو دامت لغيرك ما وصلت إليك.. وعندها نظرت إلى أبناء وطنك من
أعلى وجعلت بينك وبينهم ليس حاجبا بل حجبا وظننت أن الوزارة ورثا ورثته عن
آبائك وأجدادك وجعلت من الوزارة غنيمة وليس مسئولية فبدأت من أول يوم فى
الوزارة تخطط ليس الوطن ولكن تخطط مستقبلك ومستقبل أولادك وأحفادك وأحفاد
أحفادك إلى الجيل العاشر منهم ونسيت ضميرك ونسيت أبناء وطنك وخرجت على
الشعب فى كل مرة بتصريح أن البلد فقيرة وتعيش أيام صعبة وعلى السادة
المواطنين أن يشدوا حزام بطونهم وأن يفكروا فى كيف يتخلصون من حياتهم سواء
بالانتحار بجميع وسائله أو الفرار من الوطن.. وكنت أنظر إليك وأنت راكب فى
سيارتك المكيفة التى هى ملك الشعب ملكى وملك أخى جرجس الغلبان مثلى وطبعا
ضمن فوج من السيارات آخر موديل وأنت تضحك وتوزع الضحكات من حولك وتنظر إلى
أبناء شعبك فى الشوارع والطرقات وهم يتسابقون لركب الأتوبيسات المتهالكة
حتى يجدوا لهم مكانا وإلى الآخرين وهم يتسابقون إلى طوابير الخبز وآخرين
إلى طوابير البوتاجاز حتى أصبحت حياة الشعب كلها طوابير، ومع ذلك كنت أنت
وزملاؤك الوزراء كأنكم فى برج عالى لا تشعرون بمعاناة شعبكم الذى حملتم
أمانته ولكن هيهات لقلوب ماتت من أن تشعر وظننتم أن الشعب لن يتحرك وأنه فى
غيبوبة الموت.. ولكن الذى لم تتوقعوه حدث وقمت أنا ومعى آلاف من الشباب
قلنا للظلم لا ذلى لك مستحيل ورددت (إذا أراد الشعب يوما الحياة فلا بد
يتحقق له ما يريد) وقامت ثورتنا من أجل أمتنا لكى ننفض عنها غبار الذل
ونطهرها منك ومن أمثالك بعدما أتبعتم طريق الشيطان وهتفنا جميعا شباب وشيوخ
نساء ورجال مسلمين ونصارى يسقط النظام ولكن جنود زميلك الوزير وأنت تعرفه
أكيد لم يعطونى الفرصة لأكمل المشوار مع الثوار فجاءتنى رصاصة فى رأسى الذى
بداخله أفكار من أجل وطنى ورصاصة أخرى فى قلبى الذى يحمل بين طياته الحب
والخير لأبناء وطنى ولقيت ربى أشكو إليه ظلم الإنسان لأخيه الإنسان وأدخلنى
ربى جنة عرضها السموات والأرض وقال لا ظلم بعد اليوم فأنت فى نعيم مقيم..
وجاءتنى الأخبار بأن ربنا الرحمن وفق الثوار وسقط النظام وانكشف اللثام عن
الوزراء اللئام وسمعت أيضا أنك دخلت سجن الليمان أنت وزملاؤك الوزراء
ومعاكم كمان أبناء الفرعون وهمان والحاشية من المنتفعين من الحزب المنحل..
ويا ليت تكون الرسالة وصلتك أيها الوزير الفاسد وعلمت كيف يكون الانتقام من
الظلمة فى الدنيا والآخرة، فأنت فى دنياك تتمنى أن تموت بعد أن وضعت داخل
أربعة جدران تأكل وتنام فيها وتركت السيارات الفارهة والشقق الفاخرة والفسح
وغيرها من زينة الحياة الدنيا وده عقاب البشر فى الدنيا أما عقاب الله فى
الآخرة إن لم تكفر عن فسادك فستراه عندما تقابل ربك وأنظر وأنت يحاسبك عبدى
لما ظلمت أخيك الإنسان ودعتك قدرتك على ظلمه ونسيت قدرتى عليك وأنت فى
الأول والآخر إنسان ضعيف.. وجاءتنى الأخبار أن البعض من شعبى يريد المصالحة
معك ومع زملائك مقابل الأموال، فأقول لهم هذه رسالتى من جنتى (إن لكم فى
القصاص حياة يأولى الألباب)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمضاء
شهيد من شهداء ثورة 25 يناير