....وفتاةّ من خلف شاشتي حدثتها
عرفتها بنفسي وعرفتها
دخّلتُ يوماً فما وجدتها
ظننتُ نفسي أزعجتها
ظنتْ أني هجرتها
تسائلت كثيرا عن ذنبي
عنْ حزني وعن ألمي
ومرت الأيام وتذكرتها
وبعد غيابٍ وجدتها
أندفعتُ نحوها وحييتها
وشعورٌغريبٌ توجسني
خفتُ ألا تتذكرني
وهاجسُ خوفي بلغَّ حده
كنتُ حينها لم أكلم أحداً منذُ مدة
عندما قالت أما عرفتني
شعرتُ بنسمتً باردةْ تضربُ وجنتي
وتلفُ حولي تداعب شعري
وأبحر علي في خياله
وهامِّ على وجههِ وقال محال
وبعد أنْ استعدت وعيي
وتداركتُ نفسي وكتبتُ كلمي
سالتها عن أحوالها
وعرفتُ أن شيئا يشغل بالها
كان ذلك أمتحانها
وقلت لنفسي أأكتب لها ؟
أأستشعر لها ؟
لملمت أوراقي حينها
عبثتُ بقلمي ودونت كلمات وأحرفا
وتصفحت بعض كتبي
عسى أن أجدَ هدفي
فما وجدتُ غايتي
فالشعرُ عجزَّ عن وصفك
راجعتُ كلمي وهذي زبدة أدبي
هذا ما جنيته
هذه قصتي
***********
عندما كنت أحدثها
ظنتْ أني مللتها
بل هذا كانًّ حالها
فكلما سئلتها
كانتْ تهرب مني
قلت ياربي ما حالها أصارت تكرهني ؟
وببساطة تفرُ مني
غدوتُ أراجع نفسي
أهل أسئتُ لها
أهل أهنتها
وأنا الذي تمنيتها
انا الذي أردتها
أحببتها
مع انها غامضة
خجولةً ناعسة
وودةً ذابلة
وذات يوم هجرتني
بينما أكلمها خرجت ولم تودعني
أنتظرتها كثيرا ولم تأتي
ذهبت بعيدا بخيالي
وأفكار كثيرة
عصفت ببالي
خفتُ أنْ أظلمها
فأذا بشيطان شعري
يطرق بابي ويحييني
وغصة علقت بحلقي
تنهدت وتناسيتها
ولكنْ ولكني
لم احتمل غيابها
وصرت أرثي حالها
ذهبت إلى فراشي
وذرفت بعض دمعي
تسألت حينها أأكمل كتابتي؟
أم انسى أني عرفتها[/size]...