...الإرادة هي أن تريد أو لا تريد.....
.. أن تريد عندما يريد الله منك أن تريد.....
..وأن تمانع عندما يريد الشيطان منك شيئاً.....
..فكيف تقوّي إرادتك؟ ..
..إن عليك أن تدخل في عملية تمرينية !!!..
..والصوم
هو إحدى الوسائل الترويضية وذلك بأن تتمرّد عندما تدعوك نفسك إلى أن تستمر
في عاداتك اليومية التي تضعف إرادتك وتوهن مقاومتك سواء في صباحك عندما
تفطر .. أو في منتصف نهارك عندما تتغدّى ..أو في شرابك عندما تشعر بالعطش
..اوفي شهواتك عندما تتحرك غرائزك...
..ففي
شهر رمضان تقول لنفسك عندما تدعوك إلى أن تشرب قهوة الصباح أو شاي الصباح
إن الله يريدني أن لا أشرب قهوتي وشايي ولا أتناول فطوري وعندما تلحّ
عليك نفسك بحكم العادة الدارجة وتتطلع إلى الله فإنك تشعر أنك عندما تطيع
نفسك في عادتك فإنك تبتعد بها عن الله ..
..
ولذا فإنك وأنت صائم تصرّ على أن تضغط على حاجاتك وعلى عاداتك وبذلك تبدأ
التحرر من عبوديتك لعادتك لأن العادة تقول لك هيا واخضع لي والله يقول لك: "كتب عليكم الصيام "..
..وتنطلق لتعبد الله وتتحرّر من عبودية عادتك...
..وهكذا تتحرك إرادتك في خط التحرر من الداخل في مفردات يومك وحاجتك لتنجح تجربة التمرين الروحي .....
..ويأتي الغروب فتشعر أنك أخذت شيئاً من الحرية ..
.. فأنت حر ما دمت استطعت أن ترفض ما تحبّه نفسك مما يبغضه ربّك ..
..فأن تكون حراً أمام نفسك يعني أن تكون عبداً أمام ربك ..
..وكلما كان الإنسان عبداً لله أكثر كان حراً أمام الناس أكثر: "..إن الذين تدعون من دون الله ـ وتخشعون لهم وتطيعونهم ـ عبادٌ أمثالكم " ..
..فلماذا تستعبدون أنفسكم للعبد ولا تستعبدون أنفسكم لله؟!..
..وهكذا .. فإن قصة أن تصوم هي قصة أن تتقي الله سبحانه وتعالى ..
..ولذا ورد في الحديث: "ربّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وربّ قائم ليس له من قيامه إلا التعب والسهر" ..
..لأن الصوم ليس مطلوباً لذاته وإنما هو وسيلة من وسائل تنمية التقوى في داخل نفسك..
.. وللتقوى ساحتها في العقل ..
..فتقوى العقل هو أن لا يتحرك عقلك في غير الحق وفي غير الخير وغير العدل ..
.. وتقوى القلب هو أن لا تحبّ إلا ما أحبّه الله ولا تبغض إلا ما أبغضه الله: "فإذا
أردت أن تعرف نفسك فانظر قلبك فإن كان قلبك يوالي أولياء الله ويعادي
أعداء الله ففيك خير والله يحبّك وإن كان قلبك يوالي أعداء الله ويعادي
أولياء الله فليس فيك خير والله يبغضك والمرء مع من أحب". ..
..أن تكون لقلبك بوصلة تهديك في معرفة من تحبّ ومن تبغض ..
..وتقوى الجوارح أي الأعضاء هي تقوى الجسد بأن تجعل جسدك في طاعة الله وأن لا تقدّم رجلاً ولا تؤخر أخرى حتى تعلم أن في ذلك لله رضا...
..ادام الله بركات هذا الشهر علينا وعليكم [/size]..