للشكر والامتنان طاقة غريبة تمنح صاحبها النجاح والشفاء هذا ما يقوله الخبراء اليوم وهذا ما قاله النبي الكريم قبل ذلك
إن قوة الشكر كبيرة جداً فأنا أبدأ يومي كلما استيقظت صباحاً بعبارة الحمد لله رب العالمين لأنني وجدتها مفيدة جداً وتمنحني طاقة عظيمة ليس هذا فحسب بل إنني أشكر الله على كل صغيرة وكبيرة وهذا سرّ نجاحي أنني أقول الحمد لله وأكررها مراراً طيلة اليوم
الإسلام جعل الشكر جزءاً مهماً يمارسه المؤمن عبادة وطاعة لله عز وجل وجعل الله جزاء الشاكر الجنةلنتأمل هذه الأحاديث والآيات عسى أن نتذوق حلاوة الشكر
النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالاستفادة من قوة الشكر فقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انتبه من الليل قال: (الحمد لله الذي أحياناً بعد ما أماتنا وإليه النشور [البخاري ومسلم ويقول صلى الله عليه وسلم أيضاً(من لم يشكر الناس لم يشكر الله) رواه الترمذي
آيات كثيرة تحض على الشكر منها يقول تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ البقرة 172
ويقول تعالى إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ [البقرة 243 وحتى يوم القيامة فإن المؤمن يحمد الله تعالى وهو في الجنة ويشكر الله الغفور الشكور على هذه النعم
يقول تعالى وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ فاطر 34 لقد أعطانا الله تعالى معادلة رائعة للشكر يقول تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ
البقرة 152
فذكر الله وشكره من أهم أسباب النجاح في الدنيا والآخرة والإسلام يريد لنا الخير في هذه الدنيا وما بعدها بينما تقتصر جهود العلماء على تحقيق السعادة في الدنيا فقط
إنه شكر الخالق عز وجل فالله الذي خلقك ورزقك وأنعم عليه بنعم لا تعد ولا تُحصى يستحق منك أن تشكر لذلك نجدالمؤمن يبدأ صلاته في كل ركعة بعد البسملة بالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
وهي ما بدأالله به كتابه بعد بسم الله الرحمن الرحيم فالحمد لله كلمة عظيمة لا يدرك أسرارها إلا من يكررها ويستشعر عظمتها
الشكر صفة لله تعالى يقول تعالى(مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًاالنساء 147
فشكر الله عز وجل للعباد يكون من خلال كرمه وفضله ورزقه لهم وشكرنا لله تعالى يكون من خلال التزامنا بتعاليمه وطاعة أوامره والانتهاء عما نهى عنه لذلك فإن الله جعل الشكر صفة له فقال (وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا وكذلك جعل الشكر صفة لأنبيائه عليهم السلام فقال في حق سيدنا إبراهيم إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ النحل 121
وقال تعالى عن نفسهلِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ الشكور من أسماء الله الحسنى وهذا الاسم يحمل إشارة مهمة وهي أيها الإنسان أنت لست أفضل من الخالق تبارك وتعالى فإذا كان الله تعالى هو الشكور فماذا عنك وسبحان الله كلما ازداد المؤمن إيماناً ازداد شكراً للناس
بعض الناس يعتقدون أن شكر الآخرين هو ضعف لكنة على العكس هو قوة وطاقة تجد أثرها في نجاحك في المستقبل
الحمد لله رب العالمين
اشكرك يارب واتوب اليك