لمــــــــــــــاذا؟؟؟

غريبة تلك المحطات التي استوقفتني في حياتي
وجدت عليها أشخاص اهملتهم منذ اول دقيقة
وأشخاص أحببتهم من أول دقيقة
وأشخاص قررت أن يكون لهم دوراً في حياتي منذ أول دقيقة
وأشخاص أوليتهم اهتماماً خاصاً
وتأملت فيهم أشياء كثيرة منذ اول دقيقة

هذا النوع الأخير هو النوع الأكثر قرباً مني
ربما لأني أعيش معهم أكثر أوقاتي
وربما لأني أجد راحتي معهم
وربما لأني اخترتهم في أوقات صحيحة
بعدما نضج تفكيرك وتبلورت لديك القدرة
على اختيار الشخص المناسب
بعيداً عن أى غرض او منفعة

ولكن ماذا تفعل عندما تصدم في هؤلاء ؟!!
عندما يخرجون من عباءة اهتمامك إلى نوع آخر وتصنيف آخر

وأسأل نفسي مع كل تجربة :
لماذا تنتحر الأشياء الجميلة فى حياتنا ؟
هل تلك الأشياء لا تشعر بجمالها فتقتل نفسها ؟
أم أنها لم تكن جميلة ونحن من صورناها كذلك ؟
وهل نبكي عليها بعدما انتحرت برغبتها وبإرادتها ؟
أم نبكي على أنفسنا ؟

ولكني فطنت في النهاية
أننا من نكتب نهايتنا بأيدينا ؟
فعندما نقرر (بقصد أو بدون قصد)
أن نكون سيئين
سواء في نظر أنفسنا أو نظر الآخرين

عندما نتخلى عن مبدائنا
وننسلخ من جلودنا
فإننا نقرر موتنا قبل الأوان

سامحك الله يا امي ... سامحك الله يا أبي
لقد علمتوني أن أسير في طريق حياتي
ملتزماً بتعاليم الله ملتزماً بما غرستا بداخلي من مفاهيم
ظلت راسخة عقود وعقود
فلم تعد لدي القدرة على تغييرها
أو حتى على التأقلم مع من يغايرها

ألم تتوقعا في يوم من الأيام
أن تصبح تلك التعاليم والمفاهيم وتلك التربية
نشازاً في عالم مكتظ بعاهات النفاق
عالم لم يعد يعرف سوى الطعن والخداع والرياء
لم يعد يفهم لغة الاحترام
لم يعد يضع للعلاقات الإنسانية معنى أو قيمة

لماذا لم تزرعا بداخلي كيفية التعود على الصدمات ؟
لماذا لم تربياني على عدم المبالاة ؟
لماذا لم تعوداني على تبلد المشاعر وفتور الأعصاب ؟

لكي أكون صالحاً في نظر من يحيطون بي

هل معاتبتي لكما صحيحة ؟
أم انكما فعلتما الصواب وأنا أعاني من حالة استياء ؟

استياء من غياب التقدير والفهم الصحيح لدى غالبية الناس
استياء غياب الطمانينة والأمان والثقة والحب
بالتأكيد أنتما على حق وفعلتما الصواب
وجزاكما الله كل خير
ولكننا نعيش في أوضاع مقلوبة

كلمات جميلة وموضوع رائع سلمت يداك أختى العنود

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

صفحة 1 من اصل 1